خريف الفكر اليوناني [texte imprimé] /
عبد الرحمن بدوي, Auteur . - ط5 . -
الكويت : وكالة المطبوعات, 1979 . - 190ص ; 23 سم. - (
خلاصة الفكر الأوربي) .
Langues : Arabe (
ara)
Langues originales : Arabe (
ara)
Catégories : |
الفلسفة
|
Mots-clés : |
خريف ؛ الفكر اليوناني ؛ الأفلاطونية المحدثة ؛ الفكر الهلنستي ؛ الدين والفلسفة ؛ العصور الكلاسيكية المتأخرة ؛ نقد الفكر الفلسفي |
Index. décimale : |
182 الفلسفة اليونانية قبل سقراط |
Résumé : |
يعد "خريف الفكر اليوناني" أحد أهم أعمال الفيلسوف والمفكر المصري عبد الرحمن بدوي، حيث يناقش فيه أفول الفلسفة اليونانية وانتقالها من المرحلة الكلاسيكية (سقراط، أفلاطون، أرسطو) إلى الفلسفات الهلنستية المتأخرة، ثم اندماجها في الفكر الديني المسيحي، مما أدى إلى زوال استقلاليتها.
يقدم الكتاب تحليلًا فلسفيًا عميقًا لهذه التحولات، ويربطها بالأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية التي أدت إلى انحدار الفلسفة اليونانية وتحولها إلى مرحلة من الركود والتراجع. ومن أهم المحاور الأساسية للكتاب:
1. أسباب انهيار الفلسفة اليونانية في بداية الكتاب، يعرض بدوي العوامل التي أدت إلى انهيار الفكر الفلسفي اليوناني، وأهمها:
الأزمات السياسية: ضعف المدن اليونانية بعد الحروب الكبرى مثل الحروب البيلوبونيسية، وصعود الإمبراطورية المقدونية، ثم الرومانية.
فقدان الفلاسفة لحرية التفكير بسبب سيطرة الأنظمة السياسية الديكتاتورية.
التحولات الاجتماعية والفكرية: مع توسع الإمبراطورية الرومانية، بدأ الفكر اليوناني يفقد طابعه الفلسفي الحر وأصبح أكثر براغماتية وخضوعًا للمصالح السياسية. فقدت الفلسفة قدرتها على تقديم إجابات حقيقية لمشاكل المجتمع الجديد.
التأثير الديني وصعود المسيحية: انتشار الديانات الشرقية الروحية (مثل الغنوصية والهرمسية). دخول المسيحية كقوة فكرية جديدة جعل الفلسفة خادمةً للدين بدل أن تكون بحثًا عن الحقيقة المجردة.
2. المدارس الفلسفية المتأخرة وأفول الفلسفة اليونانية: يحلل بدوي المدارس الفلسفية التي ظهرت بعد أرسطو، والتي مثلت المرحلة الأخيرة من الفلسفة اليونانية قبل اندماجها في الفكر الديني. ومن أبرز هذه المدارس:
الأبيقورية: تأسسها الفيلسوف أبيقور (341-270 ق.م)، وركزت على اللذة بوصفها الهدف الأسمى للحياة. رفضت تدخل الآلهة في حياة البشر واعتبرت أن السعادة تكمن في تجنب الألم والقلق.
يرى بدوي أن هذه الفلسفة كانت انعكاسًا للانهيار السياسي والاجتماعي، حيث حاولت تعويض ذلك بالانسحاب إلى حياة خاصة قائمة على اللذة والراحة.
الرواقية: أسسها زينون الرواقي (334-262 ق.م)، ودعت إلى العيش وفق الطبيعة، وضبط النفس، وتقبل المصير. أثرت الرواقية بشكل كبير على الفلسفة الرومانية، ثم تبنتها المسيحية فيما بعد. يرى بدوي أنها كانت فلسفة للخضوع والاستسلام أكثر من كونها فلسفة ثورية.
التشكيكية (السفسطائية الجديدة): تبناها الفيلسوف بيرون (360-270 ق.م)، وأكدت على عدم وجود معرفة يقينية، اعتبرت أن الإنسان لا يستطيع الوصول إلى الحقيقة المطلقة، لذلك يجب التشكيك في كل شيء، ويشير بدوي إلى أن هذه الفلسفة كانت نهاية للتفكير الفلسفي النقدي، لأنها أدت إلى الشك المطلق والعجز عن تقديم حلول معرفية حقيقية.
الأفلاطونية المحدثة: ظهرت مع أفلوطين (204-270 م)، وحاولت التوفيق بين فلسفة أفلاطون والمعتقدات الدينية الروحية.
اعتبرت أن المعرفة الحقيقية لا تأتي إلا عبر التأمل الصوفي والاتحاد بالواحد (الله)، ويرى بدوي أنها كانت جسرًا بين الفلسفة اليونانية والمسيحية، حيث أصبحت أساسًا للفكر اللاهوتي المسيحي في العصور الوسطى.
3. تأثير المسيحية على الفلسفة اليونانية: يناقش بدوي كيف أصبحت الفلسفة تابعة للعقيدة الدينية، وفقدت استقلالها كعلم يبحث عن الحقيقة.
مع صعود الكنيسة المسيحية، تم إعادة تفسير الفلسفة اليونانية بما يتوافق مع العقيدة الدينية، مما أدى إلى تقييد حرية التفكير الفلسفي. يشير إلى أن أفلاطون وأرسطو استُخدما كأدوات فلسفية لتبرير العقائد المسيحية، مثل فكرة "العقل الأول" عند أرسطو التي تحولت إلى "الإله الخالق" في الفكر المسيحي.
4. النقد الفلسفي لعبد الرحمن بدوي لهذه المرحلة: يوجه بدوي انتقادا قويا للفلاسفة المتأخرين، معتبرا أنهم تخلوا عن روح الفلسفة النقدية التي ميزت سقراط وأفلاطون وأرسطو، يرى أن الفلسفة فقدت دورها النقدي وأصبحت مجرد أداة لتبرير العقائد الدينية والسياسية، ويعتبر أن الفلاسفة المتأخرين لم يقدموا أفكارًا جديدة، بل أعادوا تدوير الأفكار السابقة دون تطوير حقيقي.
إن هذة الدراسة نقدية متعمقة لانحدار الفكر اليوناني وتحوله من البحث الفلسفي الحر إلى الفكر اللاهوتي الديني، يوضح العلاقة بين الفلسفة والتاريخ السياسي والاجتماعي، ويبين كيف تؤثر التحولات السياسية على الفكر الفلسفي، يعد مرجعا هامًا لفهم التأثيرات المتبادلة بين الفلسفة اليونانية والمسيحية، وكيف أدى ذلك إلى تراجع دور الفلسفة المستقلة.
يرى المؤلف أن "خريف الفكر اليوناني" لم يكن مجرد نهاية للفلسفة، بل كان بداية لعصر فكري جديد، حيث انتقلت الفلسفة من المرحلة اليونانية إلى الفلسفة الإسلامية في العصور الوسطى، ثم إلى النهضة الأوروبية |